أرأيت !! لم تهتز الأرض ولا السماء ولم ينقص شيء من أصابع يديك ، قس طولَ أرجلك ستجدها كما هي ، انظر لوجهك في المرآة لم يتغير شيء من ملامحك ، لم ينقص منك شيء ولم تزد لأحد شيئاً ، لم يتغير سوى نظراتُ حِفنةٍ من الأغبياء لم تمنحهم القوة سوى سوء تقديرك لما تملك ، وفي النهاية من هم ، و من أنت ، اخلع نعليك و امض لفراشكَ ونم على الجانبِ الذي “يريحك” ، ألم ترضَ لنفسك أن تكون مختلفاً ؟”
لحظةَ دخولك التخصص الذي تُحبه ، لحظةَ عندما قالوا لكِ أنكِ حامل ، لحظةَ عندما قالوا لكَ أنك أب ، لحظةَ تخرجك من الجامعة ، لحظة حصولِكَ على وظيفة،لحظةَ عندما أخبروك أنك جدة / جد ، لحظة الموت ، لحظاتِ ما قبلَ الموت. كل ذلك لحظاتْ قامتْ بتغيير حياتنا سوءاً كانت مفرحة أو محزنة ، شِئنا أم أبينا فقد غيرت .
والحجر المنزلي الذي فرضه كورونا يُعد فرصةً ذهبيةً للقراءة وبناءِ علاقةٍ جيدةٍ مع الكتب، فلدى الكثيرِ من الناسِ مكتباتٌ وكتبٌ لم تُتح الفرصة أو الوقت لقراءتها، وهو كذلك فرصة للتعلمِ عن بعد، وإدراك الجيل الحالي من طلابِ المدارس والجامعات أن هناك استخداماتٌ أخرى للتقنياتِ الحديثة غير الترفيه والتواصل مع الآخرين.
وها هو عيدُ العمال، يُطل علينا ويُذكرنا بأعمالنا، لا أعلمُ هل أتى يُواسينا ويُصبرنا ويقولُ لنا “تلكَ هي متعةُ العمل، فلا شيء يجعلنا سعداء سِوى أن نرى أنفسنا ونحنُ نُنجزُ شيئاً ذا معنى". لا تتذمر من عملكَ مجددًا حتى وإن لم تنم أُسبوعاً كاملاً ، استيقظ مبكراً والبس وتهندم له وكأنك في مقابلةٍ مع حبيب. أم يا تُرى يُريدُ أن يقول لنا ” حياةٌ بلا عمل عبءٌ لا يُحتمل” وفي كِلا الحالتين لا تتذمر من عملكَ، اتفقنا
ففي اليابان على سبيل المثال، خرجت الغزلان من منتزه (نارا) المحلي لتجوب الشوارع باحثةً عن الطعام، في حين انتشرت مجموعة من القردة في ساحةِ مدينة (لوبوري) التايلاندية، وبات من المألوف رؤية الخنازير البرية تجوب شوارع المدن الإيطالية التي خلت من سكانها. الباحث بمركز جودة الهواء في ناسا “في ليو” قال: إن النتائج مثيرة للدهشة. علق “ليو” بأن ما حدث فى الكوكب أقرب ما يكون هدنة كانت مطلوبة.
والكثيرِ الكثير من العاداتِ والتقاليدِ التي ضَرَبتها في عرضِ الحائطِ، وكأنها تقولُ لنا ” سأخترعُ لكم زمنًا جديدًا، زمنُ الكورونا في العاداتِ والتقاليد” ، رفعتْ شعار وأصبحَ يلوحُ في الأفق ” الكورونا قلبَ زمنَنا رأسًا على عقبٍ ” لا أعلمُ ماذا تريدين أن تُعْطِينا دُرس أيتها الكورونا؟ هل تقولُ لنا ” التمسوا لأخيكم عذرًا” لعدمِ مشاركتهِ في مُناسباتِكم ، أم تُريدي أن تقولي لي” حياتُكم مستمرة حتى لو لم يُشارككم فيها أحد”
هذا الفيروس وكأنه مثلُ فَيضانٍ عظيم أَغرقَ الأرضَ وغَمَر اليابِسة، وهكذا فعلَ في العالم ، وكأنهُ أحاطَ بالعالمِ من جميع الإتجاهات، ووضع العالمَ في منتصفِ الفيضان وأخذ يُغرِقُ فيه ، وكيفَ واجهه العالم؟ أخذتْ كلُ دولةٍ تُغلق نافذتها عن هذا الفيضان العميق، والذي قد يؤدي دخول قطرةِ ماء منها إلى إغراق هذه البلدة ودفنها بالكامل ، فأغلقتْ المطارات، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات، والأسواق، والشوارع للحد من هذا الوباء، وهذا الإجراء احترازيٌ وصحيحٌ وبإذن الله ويحدُ من انتشارِ المرض .