01 Jul
أنتم الشعلةُ في ظلمةِ الكورونا


 الكاتبة:- هبة أحمد الحجاج 


وفجأة ومن دونِ سابقِ إنذار ، أُسدلَ الستارُ على العالم ، واختبىأ كلٌ منا في بيتهِ ، أغلقنا أبوابنا ، وأحكمنا نوافذنا ، وجلسنا ننظرُ باختلاسٍ من شُرُفاتنا ونوافذنا ، ونقولُ من هو الخارقُ المغامرُ الذي سيخرجُ من بابِ بيتهِ ويواجهُ هذا الفيروس اللّعين، ونتسآل بطريقةِ الاستفهام الاستنكاري ، لأن ذلك من المستحيلات ، فالعالم أصبح مهددًا ومعرضًا للانقراض .

وإذ وفجأة وعلى حين غُره ، رأينا أناسًا يرتدون كأنهم مثلَ روادِ الفضاء يطلقُ عليهم ” الجيشُ الأبيض ” وكأننا على كوكبِ المريخ وليس على الأرض ، لا يوجد في هذا الكوكب سِوا روادُ الفضاء، ولكن نحن الآن على الأرض و رواد فضاءنا هم ” الكادر الطبي” .

وهاي هي سيارةُ الإسعاف ، التي أراها قادمة  من بعيد وكأنها تسابق الريح ، لتنقل المرضى إلى المستشفى في قسم الطوارئ، وهذا القسم الذي هو تخصص طب الطورائ  يُعرف بأنه المساعدةُ والدعمُ الطبي الفوري، الذي يتم توفيرهُ للمرضى والجرحى لتجنب أي عواقب ضارة محتملة على حياتهم وصحتهم، في جميعِ أنحاء العالم يحصل الجرحى والمصابون الذين يعانون من حالات الطوارئ سواء أكانت طبية أو جراحية أو توليدية على الرعاية كل يوم، بما في ذلك الإلتهابات، والكسور، والنوباتِ القلبية، والسكتات الدماغية، والربو، ومضاعفاتُ الحمل الحادة، أو حالات الإختناق، فالتشخيصُ الأولي والتدخل المبكر والإنعاش، يقلل من تأثير كل هذه الظروف، حيث يُكرّس برنامج منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ والصدمات، وذلك لتعزيز نظم الرعاية الصحية التي تعمل كنقطة اتصال أولية مع النظام الصحي في معظم أنحاء العالم، ولدعم تطوير رعاية طارئة جيدة النوعية في الوقت المناسب ويمكن للجميع الوصول إليها،وطب الطوارئ ليس تخصصًا طبيًا فحسب، فأطباء الطوارئ لديهم ممارسات طبية خارج أقسام الطوارئ بالمستشفيات، ويستمر أطباء الطوارئ في رعاية المرضى بمجرد دخولهم إلى المستشفى، فطب الطوارئ هو التخصص الوحيد الذي يُفتح على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع، يرون جميع الأشخاص القادمين وهذا فريد من نوعه ويتخذ أخصائيو طب الطوارئ قرارات مصيرية بشأن الحياة أو الوفاة للمرضى والجرحى، وعادة ما تكون في غرفةِ الطوارئ، ومهمتهم هي إنقاذ الأرواح وتجنب أو تقليل فرص الإعاقة.

وها هو الممرض الذي يحاول أن يسابق الزمن ، ويركض بأقصى سرعةٍ إلى سيارةِ الإسعاف لاستقبال المرضى، لكي يخفف من آلام وأوجاع المرضى، إنه التمريض هو أحد التخصصات الطبية التي تعتني بصحة المريض وتُخفف من ألمه، ويُعتبر التمريض أيضاً من التخصصات المساعدة لمهنة الطبابة، حيثُ يُساعد أخصائي التمريض الطبيب في تقديم وسائل العلاج للمريض، مثل: الإبر، والأدوية، إلى جانب مراقبة حالته الصحية، ومد الطبيب بالكشوفاتِ الطبية اللازمة، والملف الصحي لكلّ مريض، ويتطلبُ هذا التخصص العديد من الشروط والصفات لممارسته بشكلٍ رسميٍ ومهني.

وبينما الممرض يقدمُ الإسعافات الأولية للمرضى ، هناك في الجهة المقابلة ، فني المختبر و هو الشخص المسؤول عن استلام العينات ووضع علامات مميزة لتحليلها ، وتطبيق الإختبارات المعملية وفق الإجراءات القياسية . كما تكون لديه بعضُ المهارات الأخرى التي تُمكنه من أداء وظيفته بصورةٍ جيدة .

لذا هذه الوظيفة تحتاجُ إلى المعرفةِ الجيدة بالإجراءات المخبرية والتقنيات والمعدات المستخدمة ، كما تحتاج أيضًا إلى الخبرة نظرًا لوجود ظروفٍ خطيرة ومواد كيميائية مختلفة ،

كما تهدفُ هذه الوظيفة إلى النجاح في تحقيق نتائجٍ موثوقة ومهمة يمكنُ استغلالها لإحداث تغيير .


وأخيراً وليس آخراً ، الطبيب ونظر إلى وكأنه يقول لي في عينيه “الجبناءُ يهربون من الخطر ، و الخطرُ يهرب من الشجعان” .

نظرتُ له متبسمةً وقلتُ له “سنقاومُ وننتصرُ بإذن الله” .

ولا يمكنُ أن ننسى دوره ووظيفته “الطبيب” المُرتبطةُ بتقديم العِلاج الطبّي للمرضى الذين يعانون من الإصابات والأمراض، وتشملُ وصفَ العلاجاتِ التقليديّة مثل العقاقير، وتوفير الرعاية الصحيّة الأوليّة، أو التخصّص في مَجالٍ مُعيّن من الطب مثل طب الأطفال، وطب الأعصاب، والطب النفسي، وطب أمراض العيون، وطب التخدير، وغيرها.تعتمدُ مهنة الطبيب على تشخيص الظروف الصحيّة للمريض، من خلال استخدام مجموعة من الاختبارات، ومن ثمّ الحصول على نتائجها من أجل وصف العلاجات المُناسبة للمريض، ممّا يُساهم في التقليل من تأثير الإصابة أو المرض الذي يُعاني منه، ويجب على الطبيب أنّ يمتلك معرفةً واسعةً في مجال مهنة الطب.


وغيرهم من الجنود المجهولون ، التي قد تخونني ذاكرتي لعدم معرفتهم .

يقول الشاعر :

إن أردتَ الشفاءَ فاقْصِدْ طَبيباً حَاذِقَاً ذا لطافةٍ وذكاءِ واحترسْ أن يكونَ فَظَّاً غَلِيظاً إنَّ لُطْفَ الطبيبِ نِصْفُ الدَّواءِ. 


إنّ مهنة الطب من أنبلِ المهن وأشرفها، هذه المهنة الإنسانيّة التي يعمل بها من يحملون الرحمة في قلوبهم، ويتجوّلون كالملائكة بردائهم الأبيض، مخففين عن المرضى آلامهم وأحزانهم وأمراضهم، وزارعين للبسمة على وجوههم، وساهرين على راحتهم، فلا تغفى أعين الأطباء قبل الإطمئنان على أولئك المرضى والتأكد من سلامتهم، لذا هم يعتبرون نصف شفاء الإنسان بلطف أرواحهم التي تكون كالبلسم، وإنسانيّتهم العظيمة، ورقة قلوبهم.

في زمن الكورونا ، لم يعد الطب مهنةً بل كفاح ، لله دركم أيها الكادر الطبي، تواجهون الكورونا بكل إمكانياتكم وقدراتكم ، العالم بأكمله يخافُ أن يقترب من شخصٍ مصاب ، وأنتم على عكسِ ذلك، تقتربون حتى تعالجونهم، ونحن وأنتم نعلم أنكم قد تصابون في أي لحظة، لكنكم أثرتم حب أنفسكم وحياتكم على مهنتكم النبيلة.

أصبحتم كالعدائين الذين يركضون بأقصى ما لديهم في هذه الظلمة الحالكة، تمسكون بأيديكم شعلةً تُنير طريقنا ، شوراعنا، وبيوتنا، والعالم بأكمله، ورفعتم لنا لافتةً عريضة كُتب عليها ” غداً سنرمي الكمامات والقفازات، ستُغلق وحداتُ العزل للأبد،

غداً يجفُ الدمعُ و نبني تماثيل للأطباء الأبطال،

ستكبرُ الجوامع، من لا يصافحك ستضحك معه وتقول :(انتهت الكورونا) فيغمرك بحضنه .

لكن الآن ابقوا في منازلكم، درهم وقاية خيرٌ من قنطارِ علاج .



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.