هذا الفيروس وكأنه مثلُ فَيضانٍ عظيم أَغرقَ الأرضَ وغَمَر اليابِسة، وهكذا فعلَ في العالم ، وكأنهُ أحاطَ بالعالمِ من جميع الإتجاهات، ووضع العالمَ في منتصفِ الفيضان وأخذ يُغرِقُ فيه ، وكيفَ واجهه العالم؟ أخذتْ كلُ دولةٍ تُغلق نافذتها عن هذا الفيضان العميق، والذي قد يؤدي دخول قطرةِ ماء منها إلى إغراق هذه البلدة ودفنها بالكامل ، فأغلقتْ المطارات، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات، والأسواق، والشوارع للحد من هذا الوباء، وهذا الإجراء احترازيٌ وصحيحٌ وبإذن الله ويحدُ من انتشارِ المرض .
وكأن الأرض تأخُذ استراحة من لهوِ البشر، وكأن السماء تاقَت للدُعاء ، والصلاة ، والإنسانيّة” ، رغم شراسته ، إلّا أنه أيقظنا من كِبرياء أنفسِنا بعطسةٍ ، ولفتَ انتباهنا إلى صِغر أحجامنا أمام الموت بكحةٍ، لذا عقّموا قُلوبكم برذاذِ الحُبّ، ضعوا على كل بابٍ يدخل منه الكره كمامة، ارتدوا قفازات الأملِ ، حتى إن لمستُم الحياة بأيديكم ، أبعدت عنكُم جراثيم اليأس لبضعةِ أميال، اعزلوا أفكاركم السيّئة في حجرٍ صحيّ ، حتى تتعافى.