01 Jul
لا تكن قنديلًا بلا زيت


 الكاتبة:- هبة أحمد الحجاج 


"ولرُبَ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى، ذَرْها وعندَ الله منها المخرجُ، ضاقتْ فلما استحكمتْ حلقاتُها فُرجتْ وكنتُ أظُنها لا تُفرج" 


اعلم أن الفرج قريب وما تأخر إلا لنستعد له . 


قد يتبادرُ إلى ذهنك ، كيفَ يكونُ الإستعداد؟ ماذا علي  أن أفعل ؟ كيف أستعد وأكون مجهزًا لهذا الفرج العظيم؟ 


أنا سأساعدكَ وأحاول أن آخذَ بيدكَ إلى برِ الأمان 


” وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ”


فاليأسُ من تسويلاتِ الشيطان، فهو من أحد أسلحته التي يستعملها لإبعاد العبادِ عن الله، والتفريق بين المؤمنِ وربه ، وهذا السلاح سلاحه مع عمومِ أهلِ البلاء. 


فلا شك أنّ الشيطانَ ينتهزُ فرصة ضعفه وضيقه، وعُسره لينفث في قلبهِ اليأس ويقتل في نفسه الأملَ بالله .


تذكرْ أن الله لا يعجزهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء، وأنهُ القادرُ على كل شيء، ” إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ” [يس: 82]،


فَكمْ من مريضٍ يئِسَ الأطباءُ من دوائهِ، وقَنطوا من شفائهِ، فتضرعَ إلى الله واستمطرَ رحمته، وألحَ عليه في الدعاءِ بالشفاء، ” وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ” [الشعراء: 80]، فاستجابَ الله لهُ الدعاء، وكشفَ البلاء، حتى حارَ في أمرهِ الأطباء، وذُهِلوا وعَلِموا أن الشفاءَ بيدِ خالقِ الشفاء .


اطمئن ” شدة وبتزول إن شاء الله” ويزولُ هذا الفيروس اللّعين، وهذا المرضُ الذي اقصدهُ هو  كورونا (كوفيد-19)، هو مرضٌ معدٍ يسببهُ فيروسٌ جديد لم يُكتشف في البشر من قبل.

ويُسبب الفيروس مرض الجهاز التنفسي (مثل الأنفلونزا) المصحوب بأعراضٍ مثل السعالِ والحمى، كما يسبب الالتهاب الرئوي في الحالات الأشد وخامة. ويمكنكَ حمايةُ نفسك بالمواظبةِ على غسلِ اليدين وتحاشي لمسِ الوجه”.


هذا الفيروس وكأنه مثلُ فَيضانٍ عظيم أَغرقَ الأرضَ وغَمَر اليابِسة، وهكذا فعلَ في العالم ، وكأنهُ أحاطَ بالعالمِ من جميع الإتجاهات، ووضع العالمَ في منتصفِ الفيضان وأخذ يُغرِقُ فيه ، وكيفَ واجهه العالم؟ أخذتْ كلُ دولةٍ تُغلق نافذتها عن هذا الفيضان العميق، والذي قد يؤدي دخول قطرةِ ماء منها إلى إغراق هذه البلدة ودفنها بالكامل ، فأغلقتْ المطارات، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات، والأسواق، والشوارع للحد من هذا الوباء، وهذا الإجراء احترازيٌ وصحيحٌ وبإذن الله ويحدُ من انتشارِ المرض .

والآن حان دورنا ونحن في بيوتنا نصنع سفينةً كما فعلَ سيدنا نوح عليه السلام تنجيه هو وقومه من الطوفان ، فلنصنع لأنفسنا قاربَ النجاةِ في وسطِ بحر الكورونا.


قد تتساءل كيف أصنع السفينة؟ ما هي معداتها؟! ماذا  أصنعُ عندما أركبُ فيها؟ ما الذي يجب علي فعله؟

سأقول لك :

نتبعُ سنةَ رسولنا الكريم ، عن عقبةِ بن عامر رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسولَ الله ما النجاة؟ قال صلى الله عليه وسلم (أمسـك عليكَ لسانكَ وليَســعْـكَ بَـيـتـُـك وابـكِ على خطــيـئـتـكَ) رواه أبو عيسى الترمذي في سننه وقال هذا حديث حسن.


وشرحُ الحديث : أي: كُفَّ لِسانَك واحْبِسْه واحْفَظْه عن قولِ كلِّ شرٍّ، ولا تَنطِقْ إلَّا بخيرٍ، لِيَكُنْ في بيتِك سَعَتُك والْزَمْ بيتَك لِتَعبُدَ اللهَ في الخَلَواتِ، واشتَغِلْ بطاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، واعتَزِلْ في بَيتِك عن الفِتَنِ، واندَمْ على ما ارتكَبتَ مِن ذنوبٍ، وابكِ بكاءً حقيقيًّا؛ تصديقًا لتوبتِك وإنابتِك، ثمَّ اشتَغِلْ بإصلاحِ نفسِك وتَهذيبِها.


وتذكرْ دائمًا لأهلِ السنة عند المصائب ثلاثةُ فنون

“الصبر ، الدعاء، انتظار الفرج”

وعسى أن تكونَ الكورونا ، هي التي تُطهرُنا من الذنوبِ والخطايا ، وتنقينا منها ، كما يُنَقى الثوب الأبيض من الدنس ، وهذا إن حصل، يحقُ لكَ بالفعلِ أن تقول ” رمضان أحلى مع توبتي ” 


خططوا للعيد ، رتبوا لرمضان ، ستزدحم الأسواق و الطرقات كما المطاعم والجامعات.

غداً سيكون كورونا كابوسًا انتهى وتاريخًا مضى ودرسًا مؤلمًا للصبرِ والشكر. 


إن مثقالَ ذرةٍ من فالٍ تغلبُ قنطارًا من اليأس،

شدة وبتزول إن شاء الله.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.