24 Jul
عن اللحظة في زمن اللحظة



هبة أحمد الحجاج 


عندما كُنت أتصفحُ الكُتبَ بشكلٍ سريع حتى أختارَ منها ما يعجبني ويَشدُ انتباهي و أقرر أن أقرأ ، لفتَ انتباهي مقولةً عجيبة

“لن يستطيعَ العلمُ الحديث اختراعَ مهدئٍ للأعصاب أفضلَ من الكلمةِ اللطيفةِ التي تُقال في اللحظةِ المناسبة”

تمعنتُ أكثر في هذهِ المقولة ، وقلتُ في نفسي “كم هي اللحظة مهمة جداً في حياتنا ، في حياةِ كلِ شخصٍ فينا ، لحظة تقلبُ حياة كلٍ منا رأساً على عقب”

من منا لم يتردد على مسامعه أو لم تنطقها شفتاها ” لو كنتُ في هذه اللحظة ، لو قررتُ في تلكَ اللحظة ، لو راجعتُ نفسي في هذه اللحظة ، هههههههههه والغريب كم هي لحظة قصيرة وكم هي قادرة أن تُغير حياتنا بشكلٍ جذري، بل أيضاً تَقلبها رأساً على عقب ، قد تستغرب عندما أقول لك أن اللحظة معناها بشكلٍ دقيق ” قدرٌ قليلٌ جداً من الوقت” أي ثانية ، وتُغيير حياتك بشكلٍ جذري، وسأزيدُكَ من الشعرِ بيتًا ” هذه اللحظة لها أنواع وهي : لحظة لقاء ، عندما تنتظر أحباب، أصدقاء من زمنٍ بعيد، وعندما تُشاهدهم وتلوحُ لهم من بعيد في تلك اللحظة ما هو شعورك؟

في المقابلِ هناك شخصٌ آخر يودعُ شخصًا مقربًا إلى قلبهِ ويلوحُ له من بعيدٍ بالوداع، في تلك اللحظة ما هو شُعورهُ برأيك؟

لحظةَ دخولك التخصص الذي تُحبه ، لحظةَ عندما قالوا لكِ أنكِ حامل ، لحظةَ عندما قالوا لكَ أنك أب ، لحظةَ تخرجك من الجامعة ، لحظة حصولِكَ على وظيفة،لحظةَ عندما أخبروك أنك جدة / جد ، لحظة الموت ، لحظاتِ ما قبلَ الموت.

كل ذلك لحظاتْ قامتْ بتغيير حياتنا سوءاً كانت مفرحة أو محزنة ، شِئنا أم أبينا فقد غيرت .

سوفَ أضربُ لكَ مثالاً حتى تشعر باللحظة أكثر ، نحن الآن في زمن الكورونا أليس كذلك؟ والواضح والمتعارف عليه أن الكورونا قلبتْ زمننا رأسًا على عقب ، لكن ليس هذا موضوعنا ،

والآن أريد منكَ في هذه لحظة

ان تشعر ‏ بالحظة سعادتنا بإنتهاء الأزمة، لحظة دخول المعتمرين بشوقٍ إلى الحرم ، لحظة أداء  الفروض بالمساجد،

لحظةَ عندما  نتجمع مع الأصحاب  في المقاهي ، لحظة السلام والمعانقة بعد انتهاء الأزمة ، لحظة اجتماعاتنا  العائلية

بدون خوفٍ وقلق.


والآن أأدركتَ معنى اللحظة أم ماذا ؟!



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.