وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُمُعَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَحَدٌ مِنَّا خَيْرٌ مِنَّا؟ أَسْلَمْنَا وَجَاهَدْنَا مَعَكَ, قَالَ: ( نَعَمْ ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ, يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي).
النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ” ﷺ “جَاءَ بِالْأَخْلَاقِ، وَهِيَ أَخْلَاقٌ عَاشَتْ وَسَتُظَلُّ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ قَائِمَةٌ وَلَنْ يَنَالَ الْمُغْرِضُونَ الْكَارِهُونَ لِنَبِيِّ الْإِسْلَامِ مِنْهُ شَيْئًا وَسَيَظَلُّ الْإِسْلَامُ شَامِخًا بِقُرْآنِهِ وَبِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ “ﷺ “رَغْمَ أَنْفِ الْكَارِهِينَ.”
أَعْطِ مَنْ تُحِبُّ خَمْسَ دَقَائِقَ إِضَافِيَّةٍ الْآنَ ، حَتَّى لَا تَنْدَمَ عَلَيْهَا فِيمَا بَعْدُ . لِأَنَّ قَضَاءَ الْوَقْتِ مَعَ الْأَحِبَّةِ يُسَاعِدُ عَلَى تَحْفِيزِ هُرْمُونِ الْأُوكْسِيتُوسِينْ فِي الْجِسْمِ مِمَّا يَمْنَحُ الشُّعُورَ بِالسَّعَادَةِ ، لِذَا إِلْتُقُوا بِأَحَبَّتِكُمْ بَعْدَ الْمَهَامِّ حَتَّى وَلَوْ هَاتِفِيًّا .
كَتَبَ هَذَا الصَّحَفِيُّ فِي هَذَا الْمَقَالِ ، وَ أَعْجِبَنِي جِدًّا قَوْلَهُ يَقُولُ :- “يُجَادِلُ الْعُلَمَاءُ الشَّرْعِيِّينَ وَيُنَاقِشُ الْأَحْكَامَ الْفِقْهِيَّةَ، وَهُوَ لَا يَحْفَظُ جُزْءَ عَمٍّ، وَلَا يَعْرِفُ طُرُقَ الِاسْتِدْلَالِ! يُقَدِّمُ الْوَصَفَاتِ الطِّبِّيَّةَ وَيُنَاقِشُ الْأَطِبَّاءَ، وَهُوَ لَمْ يَقْرَأْ مِنْ الْوَصَفَاتِ إِلَّا وَصْفَةَ «الْفِيكْسْ»! يُقَدِّمُ تَحْلِيلَاتٍ سِيَاسِيَّةً تَسْتَشْرِفُ مُسْتَقْبَلَ الْعَالَمِ ، وَمَعْلُومَاتُهُ مَصْدَرُهَا الْوَحِيدُ مَوَاقِعُ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ! يَقُولُ: وَهَلْ تُرِيدُنِي أَنْ أُسْلِمَ عَقْلِي لِمِثْلِكَ؟! أَنَا إِنْسَانٌ أَعْطَانِي الْمَوْلَى عَقْلًا وَمِنْ حَقِّي اسْتِخْدَامُهُ! وَقَدْ صَدَقَ !
لِكُلِّ إِنْسَانٍ مَعَارِكُهُ الَّتِي يَخُوضُهَا فِي الْحَيَاةِ فِي كُلِّ بَعْدٍ وَجَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ حَيَاتِهِ ، مَهْمَا كَانَتْ حَيَاتُكَ تُشْبِهُ الْآخَرَ ،وَمَهْمَا أَظْهَرْتُ لَكَ مِنْهَا.. لَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى أَنَّهُ مَهْمَا بَلَغَ مَا بَلَغَ مِنَّا مِنْ الْعَدْلِ فِي إِطْلَاقِ الْأَحْكَامِ عَلَى الْآخَرِينَ، سَنَظَلُّ غَيْرَ عَادِلِينَ..
وَتَطَيُّبَ اَلْحَيَاةُ لَمِنْ يَسْعَى ، فَيَنْجَحُ ، فَيَحْمَدُ ، ثُمَّ يَسْعَى ، فَيَفْشَلُ ، فَيَحْمَدُ ، ثُمَّ يُبْتَلَى ، فَيَصْبِرُ ، فَيَحْمَدُ ، ثُمَّ يُنَازِعُهُ اَلْقَدَرُ ، فَيَفْهَمُ ، فَيَحْمَدُ ، ثُمَّ يَسْتَسْلِمُ لِمَنْ بِيَدِهِ وَآلَاتُ اَلْأُمُورِ ، فَيُطَمْئِنُ ، فَيَحْمَدُ ، فَلَكُ اَلْحَمْدِ دَائِمًا وَأَبَدًا يَا اَللَّهُ .
ثَقِيلَةٍ اَلْحَيَاةِ بِدُونِ ” أَبِ ” مَهْمَا كَانَ اَلْإِنْسَانُ يَتَظَاهَرُ بِالْقُوَّةِ ، مَوْتَ اَلْأَبِ أَلَم مُمِيتٍ ، مِنْ مَاتَ أَبُوهُ فَقَدَ سَنَدُهُ وَإِنْ بَلَغَ ما بَلَغَ ، وَتَشْتَدُّ مَرَارَةُ اَلْفَقْدِ فِي لَحَظَاتِ اَلضَّعْفِ ، حِينُ تَمُرُّ بِكَ اَللَّحْظَةُ اَلَّتِي تَحْتَاجُ فِيهَا إِلَى أَبٍ يُسْنَدكَ وَتَسْتَمِدّ مِنْهُ قُوَّتُكَ و ثَبَاتُكَ وَصَبْرُكَ ، وَيَبْقَى يُشْعِركَ أَنَّهُ اَلْمَسْؤُولُ وَأَنَّكَ فِي مَأْمَنِ مَعَهُ
أُمَّةُ اَللُّغَةِ وَالضَّادِ : إِنَّهَا ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ، وَهَتَفَتْ لِتَنْبِيهِ اَلْغَافِلِينَ ؛ فَتَمَسَّكُوا بِلُغَتِكُمْ ، وَرَبَّوْا عَلَيْهَا أَبْنَاءَكُمْ ؛ لِتَظْفَرُوا بِالْغَنَمِ وَالْكَرَامَةِ فِي اَلدُّنْيَا وَدَارِ اَلْخُلْدِ وَالْمُقَامَةِ،أُمَّةَ اَلْإِسْلَامِ ، لَقَدْ زَادَتْ اَلشَّرِيعَةُ ،اَللُّغَةُ اَلْعَرَبِيَّةُ مَكَانَةً وَأَهَمِّيَّةً ؛ حَيْثُ أَصْبَحَتْ ثَانِي اِثْنَيْنِ لِأَقْوَى هَوِيَّةٍ : اَلْهُوِيَّةُ اَلْإِسْلَامِيَّةُ ؛ لِأَنَّهَا كَمَا قَالَ اَلْإِمَامُ اِبْنْ كُثَيِّرْ - رَحِمَهُ اَللَّهُ - : " أَفْصَحَ اَللُّغَاتِ ، وَأَجْلَاهَا ، وَأَحْلَاهَا ، وَأَعْلَاهَا ، وَأَبْيَنُهَا ، وَأَوْسَعُهَا ، وَأَكْثَرُهَا تَأْدِيَةً لِلْمَعَانِي اَلَّتِي تَقُومُ بِالنُّفُوسِ ، فَلِهَذَا أَنْزَلَ أَشْرَفَ اَلْكُتُبَ بِأَشْرَفِ اَللُّغَاتِ " . عصام الشوالي قال :- نَحْنُ لَا نَدَّعِي أَنَّنَا اَلْأَفْضَلُ وَلَكِنْ نَرْفُضُ أَنْ نُكَوِّنَ اَلْأَقَلُّ. وانا أقول:-نحن نَدَّعِي أَنَّنَا اَلْأَفْضَلُ ولن نُكَوِّنَ اَلْأَقَلُّ.
غَالِبًا مَا يُنْفِقُ مُعْظَمُ اَلْأَشْخَاصِ وَقْتًا كَبِيرًا فِي اَلْعَمَلِ اَلْجَادِّ وَالْمُرْهَقِ لِدَرَجَةٍ يُصْبِح فِيهَا اَلْعَمَلُ مُمِلًّا وَتَغَيَّبُ اَلْمُتْعَةَ اَلْحَقِيقِيَّةُ مِنْهُ ، وَلَكِنْ اَلْعَمَلَ بِجُهْدِ أَكْبَرَ لَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى تَخْفِيفِ مَتَاعِبِ اَلْحَيَاةِ . ضَرُورَةُ اَلْعَمَلِ بِذَكَاءِ أَكْبَرَ هُوَ اَلْأَمْرُ اَلَّذِي يَعْتَبِرُ اَلْمِفْتَاحُ اَلْحَقِيقِيُّ لِلنَّجَاحِ . وَلَكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَشْخَاصِ اَلْعَمَلُ بِذَكَاءٍ دَوَّنَ اَلْحَاجَةَ إِلَى بَذْلِ اَلْكَثِيرِ مِنْ اَلْجُهْدِ ؟ حُلِّلَ وَنَاقَشَ . .