01 Jul
وكأن الأرض تأخذ استراحة


 الكاتبة:- هبة أحمد الحجاج


أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى

فإن أطعَمتها زهـراً

ستَزْدَهِـرُ،

وإنْ أطعَمتها ناراً

سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ

– أحمد مطر


ما يحدثُ في الأرضِ معجزة ، هل أنتم متخيلون أن الأرضَ تتنفس؟!! أن الأرض توقفت فجأة! أن الأرض لم تعد تستطيع أن تتحمل أي إنسان عليها .

الأرض ، ما هي الأرض ؟!

الأرض : يُعتبر كوكبُ الأرض حسبَ التصنيف ثالث الكواكب، وميّزةُ هذا الكوكب أنه الوحيد من الكواكبِ الذي يصلحُ لحياة البشر والكائناتِ الحية على سطحه، وقد توصل الباحثون إلى أنّ أوّلَ من سكن هذا الكوكب عبارة عن نباتاتٍ بسيطة، وجاء بعد ذلك الحيوان الذي انقرض ولم نرَ منه إلّا آثاره ألا وهو الديناصور، وتقدّر بدايةُ الإنسان البشريّ على هذا الكوكب منذ مليون سنة تقريبًا، ومن الجدير بالذكر أنّ الأرض تسير بسرعة تصل إلى 108,000 كيلومتر في الساعة، وتقع على مسافةٍ متوسّطة من الشمس، كما ويتأثرُ كوكبُ الأرض بالكواكبِ الأخرى في الفضاء الخارجيّ كالمريخ والزهرة مثلًا، والشمس والقمر بشكل أساسي. وينقسم سطحُ الأرض إلى عدّة أقسام منها: القشرة الأرضيّة، الغلاف الأرضيّ.


أعلمتَ الآن ما هي الأرض؟

وعلى رأي المثل ” سأزيدُكَ من الشعرِ بيتًا” منذُ بدايةِ الإنسان ونحنُ نعيش عليها ، نلهو ، نركض ، نُكابد وغيرها من الأمور .

سوف أضربُ لك مثالًا صغيرًا ، لعلك تفهمُ ماذا أقصد ،

عندما كُنا صغارًا لا نتجاوز العامين أول يد وضِعت لنا كانت على الأرض ، ” كنا نتعلم عليها الحبو ” وأول خطوةٍ على أقدامنا كانتْ على الأرض ” كي نتعلم أن نمشي” ومن ثم أصبحنا نلعبُ ونلهو عليها عندما كنا أطفال ، وعندما اشّتدت أجسامنا أصبحنا لا نستطيع أن نذهب إلى العمل أو إلى المدرسة أو إلى الجامعة ، سياراتُنا لا تسيرُ إلا على شوراعها ، لا نستطيعُ أن نلعبَ كرة القدم إلا على شوراعها ، لا نستطيعُ أن نجلسَ على المطاعم ولا المقاهي إلا عليها ، والكثير الكثير من الأعمال المترتبة عليها ، وهذا ليس إلا القليل القليل .

ولكن وفجأة بدون أي سابق إنذار ” تشعرُ وكأنها ضجرت منا وهَبتْ فينا غاضبة ” يكفي ، لا أستطيع أن أتحملكم أكثر من ذلك ، فألزمتنا بيوتنا ، وحرمتنا من مدارسنا، ومن جامعاتنا، ومن أعمالنا، من مطاعمنا، من أبسط أشكال الترفيه عن أنفسنا ” أن أركبَ سيارتي وأضع الموسيقى وأجوب في شوراع المنطقة” .

لماذا كلُ هذا الأسى يا أرضنا؟ لماذا كل هذا الغضب ؟! لماذا ؟!

قد نكون ، لا بل أزعجناكِ أكثر من تذمرنا عليكي ، قد نكون شكينا من ازدحام شوراعكِ ، قد نكون تكلمنا بالسخرية عن أرصفتكِ ، قد نكون تكلمنا عنكِ بطريقة فظة ” متى وأنا مُفارق هالأرض ومهاجر !

نعتذرُ لكِ من أعماقِ قُلوبنا ، ونقول لكِ : تذكري يا أرض

نحن منكِ، من ترابكِ الطاهر و سنرجع إليكِ ، تذكري يا أرض أول لمسة يد كانت عليكِ، وأول وضعةِ قدم عليكِ أيضًا ، أول ركضة سباق أو نط حبلةٍ عليكِ …. إلخ


استريحي وهذا من حقكِ ، أن تتنفسي من جديد، لكن لا تُطِيلي الغيبة فقد اشتقنا إليكِ .

رسالتُكِ وصلت والكل أخذَ يُرددها بالصوت العالي، ألا وهي “وكأن الأرض تأخُذ استراحة من لهوِ البشر، وكأن السماء تاقَت للدُعاء ، والصلاة ، والإنسانيّة” ، رغم شراسته ، إلّا أنه أيقظنا من كِبرياء أنفسِنا بعطسةٍ ، ولفتَ انتباهنا إلى صِغر أحجامنا أمام الموت بكحةٍ، لذا عقّموا قُلوبكم برذاذِ الحُبّ، ضعوا على كل بابٍ يدخل منه الكره كمامة، ارتدوا قفازات الأملِ ، حتى إن لمستُم الحياة بأيديكم ، أبعدت عنكُم جراثيم اليأس لبضعةِ أميال، اعزلوا أفكاركم السيّئة في حجرٍ صحيّ ، حتى تتعافى.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.