17 May
قلوبنا قتلت ببطء


 الكاتبة:-هبة أحمد الحجاج 


أحيانا قد نكون نثق ثقة تامة اننا احياء، لاننا لا يوجد فينا أمراض قد تؤدي فينا إلى الموت أو لاننا كثير تردد على مسامعنا مقولة " العقل السليم في الجسم السليم " 

عقلنا ليس فيها أي مرض سليم ولا يوجد فيه أي خلل 

نفكر ونتأمل ونخطط والله الحمد، واجسادنا لا يوجد فيها أمراض وان كان يوجد أمراض ليست بامراضا وخيمة كالنفلونزا ورشح وغيرها التي لا تستدعي الطبيب، ولله الحمد الكثير على هذه النعم.

لكن لو شقننا عن صدرونا وفتحنا قلوبنا سنرى، قلوبنا تقطر دما، قلبنا ينزف، قلوبنا تعتصر الما من مشاق الحياة وهمومها، كلنا يرودانا الاسئلة المستقبلية، وقد تكون هذه الاسئلة مورثه من اجدادنا، كيف ساتخطىء هذا الوضع، ماذا سيحل بي غدا، كيف سأدير هذا الموضوع، من اين سأتي بكل هذا المال، كيف سأشتري بيت؟ من اين اتي بكل هذا المبلغ؟ كيف سدفع فاتورة الكهرباء؟ كيف ساحصل على وظيفة؟ متى ساتخرج؟ كيف سأجد عروس وانا لا املك مهرها؟ لماذا إلى الآن لم ارزق بالطفل؟ كلنا نمشي بجانب بعضنا البعض وقد تتصدام اجسادنا ببعضنا لبعض لكن الاجساد تصطدم ولا تحاكي بعضها البعض عن ما في قلوب وكنا قلوبنا لها عزة نفس ترفض ان تشكو لاحد وكانها تكابر وتكابر وتقول " الشكو لغير اللهِ مذله " نعم هاهي قلوبنا كالكيس الذي يوضع في المواد، تبقى تضع وتضع من هموم واحزان واهااات وتساؤلات إلى الحد الذي يوشك إلى ان الكيس سينفجر، 




فنبدا بتصليح، اما بالاتصال مع صديق والفضفضة له لما يجري بهذه الحياة القاسية، وكاننا نريد ان ياخذ منا هذه الالام والاحزان ويرميها أو حتى يحتفظ بها ولكن بعيدا عن قلوبنا التي ارهقتها هذه الاحزان من كثرة المكوث فيها، وقد نذهب إلى امهاتنا ونجلس في احضانهم صامتين لا نتفوه بحرف وكاننا نريد ان نوقف هذه الزمن ونقول لقلوبنا " هذه المراحل التي مررنا بها، كانت الاحلام وها نحن الآن في حضن امهاتنا وهمنا الوحيد " العطلة انتهت واقتربت المدرسة " ولكن سرعان ما نستيقظ من هذا الحلم جميل على صوتِ امهاتنا الممزوج بالحنية " هذه الحياة يا ولدي كلها متاعب وهموم ويجب ان تكابد تعبها، قد اعطيكي يا ولدي الحنان واساعدك يا ولدي بالدعاء، ولكن التجىء إلى " رب العباد " هو القادر والوحيد ان يزيل همك ويفرج كربك.




خرجت من عند امي ودخلت المسجد وصليتُ ركعتين ووضعت راسي على الأرض وقلت كل ما في قلبي إلى الله وفوضت امري اليه وما ان رفعت راسي حتى احسست بانني إنسانٌ جديد أو بلاحرى إنسان ولكن بقلب جديد، شعرت ان حملا ثقيلا ذهب مني وكانا قلبي أصبح خاليا من جميع الهموم والاحزان وكانه ربي عزوجل وانا ساجد بين يديه خذ قلبي المملوء بالهموم والاحزان واعطاني قلب جديد، حتى

استطيع ان اكمل هذه الحياة التي للحظة من هذا الزمن اصبحت اشعر انني لن استطيع ان استمر فيها، 

وتذكرت سورة الشَّرحِ التي كانت تتضمَّن إلىُسر والأمل والتفاؤل للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتذكير النبي - صلى الله عليه وسلم - بنعم الله عليه، ثم إلىُسر بعد العُسْر، والطريق لهذا إلىُسر هو النَّصَب والطاعة لله - عز وجل - والرغبة والأمل في موعود الله - عز وجل - قال تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 1 - 8].




ما زال الصبر دواؤنا جميعًا. وسيبقى الحب والأمل عكازنا!


<head><script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3722184879906200"     crossorigin="anonymous"></script></head>

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.