الكاتبة : هبة احمد الحجاج
"رُبُّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ" مِنْ مِنَّا لَمْ يَسْمَعْ هَذِهِ الْمَقُولَةَ أَوْ حَتَّى قَرَأَهَا فِي كِتَابٍ أَوْ جَرِيدَةٍ أَوْ مَجَلَّةٍ أَوْ حَتَّى قِيلَتْ عَلَى مُسْمَعِيهِ ..
بِالطَّبْعِ لَا يُوجَدُ أَحَدٌ ، لِأَنَّ هَذِهِ الْمَقُولَةَ مُتَوَارِثُهُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ وَلَا يُوجَدُ حَتَّى عَلَى سَطْحِ الْكُرَةِ الْأَرْضِيَّةِ إِلَّا وَلَدَيْهِ دِرَايَةٌ بِهَا وَ الَّتِي تَعْنِي ، "أَنَّهُ قَدْ يَحْصُلُ لِلْإِنْسَانِ ظُرُوفٌ وَ أُمُورٌ تَحْزَنُهُ، وَ تُشْعِرُهُ أَنَّهُ خَسِرَ خَسَائِرَ عَظِيمَةً ، وَقَدْ يَدْخُلُ قَلْبُهُ الشَّكُّ أَنَّهُ خَسِرَ وَ يَحْزَنُ حُزْنًا شَدِيدًا ، ذَلِكَ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُحِبُّ الْخَسَائِرَ ، وَ لَكِنْ قَدْ تَكُونُ فِيمَا حَصَلَ لَهُ مِنْ مَضَرَّةٍ فِي هَذَا الْوَقْتِ مَنْفَعَةٌ كَبِيرَةً نَتِيجَةَ مَا حَصَلَ الْآنَ لَكَ مِنْ ضَرَرٍ، فَنَقُولُ رَبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٌ ، فَبِهَذَا الضَّرَرِ قَدْ يُزِيلُ عَنْكَ مُصِيبَةً كَبِيرَةً قَدْ تَحْصُلُ لَكَ مُسْتَقْبَلًا، أَوْ قَدْ تَحَصَّلُ عَلَى مَنْفَعَةٍ عَظِيمَةٍ نَتِيجَةً لِذَلِكَ".
وَهَذَا مَا شَعَرْتُ بِهِ تَمَامًا ..
إِلَيْكُمُ الْقِصَّةُ :
أَنَا صَحَفِيٌّ أَعْمَلُ فِي الْجَرِيدَةِ الْفُلَانِيَّةِ وَ طَلَبْتُ مِنِّي الْجَرِيدَةُ أَنْ أُسَافِرَ إِلَى مَتْحَفِ أَلْبِرْتِينَا فِي فِييِنَّا، النِّمْسَا.
وَ لَا أُخْفِيكُمْ كِدْتُ أَنْ أَطِيرَ مِنَ الْفَرَحِ لِأَنَّنِي لَمْ أُسَافِرْ قَطُّ فِي مَسِيرَةِ حَيَاتِي .
وَ لَكِنَّنِي سُرْعَانَ مَا اسْتَوْعَبْتُ الْمَوْضُوعَ وَقُلْتُ مَتْحَفَ !! مَتْحَفٌ مَاذَا ؟! وَ لِمَاذَا ؟!
وَ كَانَتْ الْإِجَابَةُ ، مَتْحَفَ الْبِرْتِينَا ، لِتَغْطِيَةِ عَرْضِ الصُّوَرِ الْمَوْجُودَةِ هُنَاكَ ..
وَ لَا أُخْفِيكُمْ ، أَنَا لَسْتُ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَهْوُونَ الرُّسُومَ وَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ الصُّوَرِ وَ اللَّوْحَاتِ لِلْإِحْسَاسِ بِهَا ، أَنَا حَتَّى لَوْ وَقَفْتُ أَقِفُ لِمُجَرَّدِ النَّظَرِ فَقَطْ ، حَتَّى أَنَّنِي عِنْدَمَا كُنْتُ صَغِيرٌ ، " حِصَّةَ الْفَنِّ " كُنْتُ أَهْرُبُ مِنْهَا " بِاخْتِصَارٍ أَنَا لَا أُحِبُّ وَ لَا أُفُقَهُ فِي الْفَنِّ وَالرُّسُومَاتِ شَيْئًا ..
فَكَّرْتُ بَيْنِي وَ بَيْنَ نَفْسِي أَنْ أَعْتَذِرَ عَنْ هَذِهِ التَّغْطِيَةِ الصَّحَفِيَّةِ ، لَكِنَّنِي تَرَاجَعْتُ وَقُلْتُ فِي نَفْسِي " أُجَرِّبُ " وَلَيْسَ فِي الْأَمْرِ شَيْئًا ..
وَ بِالْفِعْلِ قُمْتُ بِالذَّهَابِ إِلَى ذَلِكَ الْمَتْحَفِ وَ الَّذِي يُدْعَى مَتْحَفَ الْبِرْتِينَا وَ أَخَذْتُ أَتَجَوَّلُ بَيْنَ تِلْكَ اللَّوْحَاتِ وَ أُحَاوِلُ أَنْ أَفْهَمَ تِلْكَ اللَّوْحَاتِ الْمَعْرُوضَهْ لَعَلَّ وَ عَسَى أَنْ أَكْتُبَ مَقَالَ يُنَاسِبُ هَذِهِ التَّغْطِيَةَ وَ أَنَا أَتَجَوَّلُ بَيْنَ تِلْكَ اللَّوْحَاتِ لَفْتَ نَظَرِي "لَوْحَةُ الْيَدَيْنِ " اسْتَوْقَفْتُ الشَّخْصَ الْمَسْؤُولَ عَنْ هَذَا الْمَعْرَضِ وَ طَرَحَتْ عَلَيْهِ بَعْضًا مِنْ الْأَسْئِلَةِ وَ الَّتِي مِنْ ضِمْنِهَا .. " مَا هِيَ الْفِكْرَةُ الَّتِي يُرِيدُ الرَّسَّامُ أَنْ يُوَصِّلَهَا " ؟!
فَقَالَ :- فِي قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ بَلْدَةِ نُورْمِبِرْجْ الْأُورُوبِّيَّةِ، فِي الْقَرْنِ الْخَامِسَ عَشَرَ، عَاشَتْ عَائِلَةٌ مُكَوَّنَةٌ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ وَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ طِفْلًا. لِذَا كَانَتْ ظُرُوفُهُمْ الْمَادِّيَّةُ فِي غَايَةِ الصُّعُوبَةِ. وَ لَكِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَمْنَعْ الْأَخَوَيْنِ الْأَكْبَرَيْنِ مِنْ حُلْمٍ كَانَ يُرَاوِدُهُمَا... فَالِاثْنَانِ مَوْهُوبَانِ فِي الرَّسْمِ، وَ لِذَا حَلَمَا بِالْإِنْضِمَامِ إِلَى الدِّرَاسَةِ فِي أَكَادِيمِيَّةِ الْفُنُونِ فِي نُورْمِبِرْجْ. كَانَ حُلْمًا لِأَنَّهُمَا عَلْمَا أَنَّ وَالِدَهُمَا لَنْ يَسْتَطِيعَ أَنْ يَتَكَفَّلَ بِاحْتِيَاجَاتِهِمَا الْمَادِّيَّةِ وَقْتَ الدِّرَاسَةِ. أَخِيرًا، تَوَصَّلَا إِلَى حَلٍّ بَعْدَ مُنَاقَشَاتٍ طَوِيلَةٍ امْتَدَّتْ لِسَاعَاتِ الْفَجْرِ الْمُبَكِّرَةِ وَ لِأَيَّامٍ عَدِيدَةٍ... أَنْ يُجْرِيَا قُرْعَةً.
الْخَاسِرُ يَذْهَبُ لِلْعَمَلِ فِي الْمَنَاجِمِ وَ يَتَكَفَّلُ بِمَصَارِيفِ أَخِيهِ الْفَائِزِ لِمُدَّةِ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ وَ هِيَ فَتْرَةُ الدِّرَاسَةِ فِي الْأَكَادِيمِيَّةِ. وَ بَعْدَهَا يَذْهَبُ الْآخَرُ لِيَدْرُسَ وَ يَتَكَفَّلُ بِهِ أَخُوهُ بِبَيْعِ الْأَعْمَالِ الْفَنِّيَّةِ أَوْ بِالْعَمَلِ فِي الْمَنَاجِمِ لَوْ اقْتَضَتْ الضَّرُورَةُ. أُجْرِيَتْ الْقُرْعَةُ، فَازَ بِهَا أَلْبِرْتْ دُورِيرْ، وَ هَكَذَا ذَهَبَ إِلَى الْأَكَادِيمِيَّةِ، وَ أَمَّا أَخُوهُ فَذَهَبَ إِلَى الْمَنَاجِمِ لِيَعْمَلَ فِيهَا أَرْبَعَ سَنَوَاتٍ. مُنْذُ الْبِدَايَةِ كَانَ وَاضِحًا أَنَّ أَلْبِرَتْ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيمٌ فِي عَالَمِ الْفَنِّ ، وَ عِنْدَمَا حَانَ وَقْتُ تَخْرِجِهِ، كَانَتْ لَوْحَاتُهُ وَ تَمَاثِيلُهُ تَدِرُّ عَلَيْهِ دَخْلًا وَفِيرًا.
عَادَ أَلْبِرْتْ إِلَى قَرْيَتِهِ بَعْدَ غِيَابِ 4 سَنَوَاتٍ وَسَطَ احْتِفَالٍ هَائِلٍ؛ وَ صَنَعَ لَهُ أَهْلُهُ وَلِيمَةً كَبِيرَةً. وَ عِنْدَمَا انْتَهَوْا مِنْ الطَّعَامِ، وَقَفَ أَلْبَرْتْ و قَالَ: "يَا أَخِي الْحَبِيبِ، يُبَارِكُكَ اللَّهُ وَ يُعَوِّضُكَ عَنْ تَعَبِ مَحَبَّتِكَ لِي. لَوْلَاكَ لَمَا اسْتَطَعْتُ أَبَدًا أَنْ أَدْرُسَ فِي الْأَكَادِيمِيَّةِ. الْآنَ حَانَ دَوْرُكَ فِي الذَّهَابِ، وَ أَنَا سَأَتَكَفَّلُ بِمَصَارِيفِكَ، فَلَدَيّ دَخْلٌ كَبِيرٌ مِنْ بَيْعِ اللَّوْحَاتِ". اتّجَهَتْ الْأَنْظَارُ صَوْبَ الْأَخِ مُنْتَظِرَةً مَا سَيَقُولُهُ.
أَمَّا هُوَ فَهَزُ رَأْسَهُ بِبُطْءٍ وَ قَالَ: "لَا يَا أَخِي، أَنَا لَا أَقْدِرُ عَلَى الذَّهَابِ الْآنَ. انْظُرْ إِلَى يَدِيّ وَ مَا فَعَلْتُهُ بِهِمَا 4 سَنَوَاتٍ مِنْ الْعَمَلِ فِي الْمَنَاجِمِ. لَقَدْ تَكْسِرَ الْكَثِيرُ مِنْ عِظَامِهَا الصَّغِيرَةِ. لَا يَا أَخِي، فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَى الْإِمْسَاكِ بِرِيشَةٍ صَغِيرَةٍ وَ التَّحَكُّمِ بِالْخُطُوطِ الدَّقِيقَةِ". وَ ذَاتَ يَوْمٍ مَرَّ أَلْبِرَتْ عَلَى حُجْرَةِ أَخِيهِ، فَوَجَدَهُ رَاكِعًا يُصَلّي وَ يَدَاهُ مَضْمُومَتَانِ نَحْوَ الْأَعْلَى؛ فَاسْتَوْقَفَهُ الْمَنْظَرُ وَ شَعْرٌ بِرَهْبَةٍ شَدِيدَةٍ. وَهُنَا أَخَذَ أَدَوَاتِهِ وَ رَسْمُ تِلْكَ الْيَدَيْنِ ، كَتَكْرِيمٍ لِلْمَحَبَّةِ الْبَاذِلَةِ الَّتِي لَا تُفَكِّرُ فِي نَفْسِهَا. أُطْلِقَ عَلَى اللَّوْحَةِ اسْمَ "الْيَدَيْنِ"، وَ أَمَّا الْعَالِمُ فَأَذْهَلَهُ الرَّسْمُ وَ أَعَادَ تَسْمِيَةَ اللَّوْحَةِ بِ"الْيَدَيْنِ الْمُصَلِّيَتَيْنِ". لَقَدْ مَرَّ عَلَى هَذِهِ الْأَحْدَاثِ الْعَدِيدُ مِنْ الْأَعْوَامِ. وَ أَعْمَالُ هَذَا الْفَنَّانِ مُنْتَشِرَةٌ فِي مَتَاحِفَ كَثِيرَةٍ، وَ لَكِنَّ مُعْظَمَنَا لَا يَعْرِفُ مِنْ أَعْمَالِهِ سِوًى هَذِهِ اللَّوْحَةُ الرَّائِعَةُ .
الْفَنَّانُ هُوَ أَلْبِرْتْ دِيُورَرْ Albrecht Dürer (وُلِدَ فِي أَلْمَانْيَا 1471 - تُوُفِّيَ 1528)، وَ الصُّورَةُ هِيَ " The Praying Hands " الْمَرْسُومَةُ سَنَةَ1508.
فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَةِ عِنْدَمَا تَرَى هَذِهِ اللَّوْحَةُ تَذْكُرُ: كُلُّ يَدٍ قَدِمْتْ لَكَ خِدْمَةً، كُلُّ يَدٍ ضَحْتْ مِنْ أَجْلِ رَاحَتِكَ، كُلُّ يَدٍ بَذَلْتَ نَفْسَهَا مِنْ أَجْلِكَ.
هَاتَانِ الْيَدَانِ رُبَّمَا تَكُونَانِ لِأُمِّكَ، لِأَبِيكَ، لِأَخِيكَ أَوْ لِصَدِيقٍ ضُحًى مِنْ أَجْلِكَ .
وَ بِالْفِعْلِ تَذَكَّرَتْ أُمِّي عَلَى الْفَوْرِ لِأَنَّ وُجُودَ الْأُمِّ لَا يُشَكِلُ جُزْءٌ مِنْ الْحَيَاةِ، وَ إِنَّمَا هِيَ الْحَيَاةُ كُلُّهَا، تَفْعَلُ الْكَثِيرَ مِنْ الْأُمُورِ، وَلَا نَشْعُرُ بِقِيمَتِهَا إِلَابَفِقْدَانِهَا، تَحْرِصُ عَلَى كُلِّ تَفَاصِيلِ حَيَاتِنَا، وَ تَهْتَمُّ بِصِحَّتِنَا، مِنْ خِلَالِ الْغِذَاءِ الْمُتَوَازِنِ الَّذِي تُقَدِّمُهُ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ.
تَوَفَّرُ لَنَا الْأُمُّ بِيئَةً نَظِيفَةً وَ مَرْتَبَةُ مِنْ حَوْلَنَا، فَلَا نَشْعُرُ بِالْإِنْزِعَاجِ أَوْ أَنَّ شَيْئًاً يَنْقُصُنَا، تُسَاعِدُنَا فِي اسْتِذْكَارِ الدُّرُوسِ، وَ تَعَيُّنِنَا لِإِجْتِيَازِ الْإِمْتِحَانَاتِ بِتَفَوُّقٍ، وَلَا تُقْبَلُ تَهَاوُنٌ فِي أَيِّ خَطَأٍ، وَ لَكِنَّهَا تَنْصَحُنَا وَ تَقَدَّمُ لَنَا يَدُ الْمَعُونَةِ إِذَا وَقَعْنَا فِي مَأْزِقٍ.
وَ عَلَى الْفَوْرِ اتَّصَلْتُ بِأُمِّي وَقُلْتُ لَهَا "شُكْرًاً أُمِّي عَلَى كُلِّ مَا فَعَلْتِيهِ مَعِي، وَتَحْمِلَتِينِي وَقْتٌ ضِيقِي، وَشَارَكْتِينِي أَفْرَاحِي،
شُكْرَاً يَا أُمِّي عَلَى كُلِّ مَا تَفْعَلِيهِ مَعَنَا، حَقًّاً أَنْتَ أَمٌّ مِثَالِيَّةٌ تَسْتَحِقُّ الشُّكْرَ وَالتَّقْدِيرَ، وَ أَرْجُو أَنْ تَكُونِي رَاضِيَةً لِأَنَّ رِضَاكَ مِنْ رِضَا اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَ يَفْتَحُ فِي وَجْهِيْ كُلَّ أَبْوَابِ الْخَيْرِ وَالسَّعَادَةِ".
وَ بَعْدَ ذَلِكَ تَذَكَّرَتْ زَوْجَتِي الْعَزِيزَةَ وَ اتَّصَلْتُ بِهَا عَلَى الْفَوْرِ " كُلُّ الشُّكْرِ وَ الِامْتِنَانِ لَكَ أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ الْعَزِيزَةُ الَّتِي تَذْهَبُ لِعَمَلِهَا صَبَاحًاً، وَتَعُودُ لِتُجَهِّزَ الطَّعَامَ وَ تَذَاكِرَ مَعَ أَبْنَاءِهَا، وَ تَنَظِّفُ الْمَنْزِلَ وَتُرَتِّبُهُ، وَ تَجْمَعُ الْأُسْرَةِ فِي جَلَسَاتِ نِقَاشٍ يَتَعَلَّمُونَ فِيهَا قِيَمٌ وَمَبَادِئَ كَثِيرَةً، فَهِيَ أَكْثَرُ شَخْصٍ يَتَحَمَّلُ الضُّغُوطَاتِ فِي الْمَنْزِلِ.
شَعَرْتُ لَوَهْلَةٍ أَنَّ الْخَطَّ قَدْ قُطِعَ ، وَإِذْ أَسْمَعُ صَوْتَ زَوْجَتِي تَقُولُ :- مِنْ الْمُتَّصِلِ ؟!
قُلْتُ لَهَا :- أَنَا زَوْجُكَ ..
قَالَتْ : نَعَمْ صَحِيحٌ ، أَنْتِ زَوْجِي ، مَا بِكِ ؟!
قُلْتُ لَهَا :- لَا شَيْءَ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَشْكُرَكَ ..
قَالَتْ :- رَبِّ ضَارَّةٌ نَافِعَةٌ ، لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ سَتَقُولُ لِي هَذَا الْكَلَامَ ، لَأَرْسَلْتُكَ مُنْذُ قَدِيمِ الزَّمَااانِ هَهْهْهُهْهْهْ ، شُكْرًا لَكَ عَلَى هَذَا الْكَلَامِ الْجَمِيلِ وَالْمُنَمِّقِ وَ يَا حَبَّذَا أَنْ يُرَافِقَ ذَلِكَ الْكَلَامَ هَدِيَّةً جَمِيلَةً سَيُصْبِحُ أَجْمَلَ وَأَجْمَلَ هُهْهُهُهُ
فَأَجَبْتُهَا عَلَى الْفَوْرِ :- عَلَى قَوْلَتِنَا مَحْسُوبٌ حِسَابُهُ هَهْهْهُهُهُ.
وَ بِالْفِعْلِ كَمَا قَالَتْ زَوْجَتِي ، وَلَكِنْ لَيْسَ بِمَفْهُومِهَا بَلْ بِمَفْهُومِي أَنَا هَهْهُهُهْهْهْ" رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٌ " أَصْبَحْتْ مِنْ مُحَبِّبِينَ الرَّسْمِ وَ اللَّوْحَاتِ الْفَنِّيَّةِ وَ أَصْبَحَتْ افْهَمْهَا شَيْئًا فَشَيْئًا .
أَمَّا عَنِ الْمَقَالِ فَهَا هُوَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ