الكاتبة:- هبة أحمد الحجاج
في البِدَايةِ عُذْرًا ، قَدْ أَكُونُ ، ذَكَرّتُكَ بِحَبَةِ هَذَا الدَواءِ” البَنَادُول” ، ” ذِكْرَى المَرَضِ”
قَدْ تَكونُ تَذكرّتَ بَعْضًا مِنْ آلامِكَ الجَسدِيةِ مَثَلاً ” صُداعٌ في الرَأسِ ، ألمٌ في ضِرسٍ مِن الأسْنَانِ ، احْتِقانٌ في الأنفِ ، وغَيّرِها مِن الأمْرَاضِ التِي نَتَناولّهَا حَتَّى تُخفِفَ وَتُسَكِنَ ألَمَنا ، فَنَشّعرَ بَعْدهَا بِالارْتياحِ وَكأنَ المَرضَ لمْ يحدثَ مِن أسَاسِه .
عِنْدَمَا كُنتُ أعملُ وَمُنْهمكٌ في عَمَلي ، شَعرتُ بِبعْضٍ مِنَ التَعبِ وصُداعٍ في الرَأسِ ، ذهبّتُ وتَناوَلتُ حَبةَ بَنادُولٍ ، لأَنّها أصّبَحتْ عَادةً عِنّدي وقدْ تَكونُ عِندَ عَائلَتي أيّضًا ، وَكأنَ “حبةِ البنادولِ “، هذهِ ، ” حبةَ دّرُبسٍ” أي كَأنها حَلّوى ،
تَناولتُ هَذِهِ الحبةِ ، وتسَاءلتُ في نفّسي ، لمَاذا نحنُ لا نَكُونَ كَحَبةِ البنادولِ هذهِ ، لِمَاذا لا نُخففَ صُداعَ وألمَ الأشّخاصِ الآخَرينَ ، أنا لا أقولُ أنّ نقضيَ عليهِ تمامًا ، هههههه لِأنَ حَتَّى البنادول يحّتاجُ إلى دواءٍ آخرَ للقَضاءِ على الأمّراضِ ؛ لكنْ أنّ نُخففَ عِبْءها ، وجَعَها، ألَمَها !!
مَنْ مِنّا لم يَشعرَ بألم ، مَنْ منّا لمْ يشعرَ بالوجَعِ ، مَنْ منَا لمْ يشعرْ بأنَ رأسهُ سَينفجرُ مِثلَ البُرْكانِ بِسَببِ الضُغُوطاتِ النفْسِيةِ قَبْلَ الجَسَدية .
تَرى طِفلًا صَغيرًا يَرّتَدي زِيّهُ المَدّرَسي ويَخرجُ كُلَ صَبَاح إلى مَدرستهِ ويفتحُ يدهُ ويَنظرُ إلى مَصّروفهِ الذي قَدْ لا يَسْتطيعُ أنّ يشتري حاجاتٍ لهُ ، ويبدأُ بالتفكيرِ والتذمرِ ،
” مَصّروفي لا يكفي ” ، المصروفُ والمصروفُ ، لِمَاذا لَمْ تُجربَ أنْ تُديرَ كتِفَهُ عليكَ وتنظرَ إلى عَيّنيهِ وتُخَففَ عنهُ وتقولُ “وَاهِمُونَ وخائبو أملٍ ، أولئكَ الذينَ يقضونَ فترةَ الحياةِ يحّصُدونَ ويُكَدِسونَ المزيدَ من الثروةِ أكثرَ مما يحتاجون ، ليكّتشفوا بعدَ فواتِ الأوانِ ، أنّ كُلَ المالِ الذي في العالمِ لنْ يَشّتري حبّةً من السَعادة .
➖ مارك توين
واذهبْ ، حبةُ الدواءِ تلكْ أقْصِدُ المَقُولة ،كافيةٌ لِتغيير عقلهِ ومبادئهِ التي في مَرحلةِ النُضْج .
قَدْ ترى أيضا في آخرِ الشارعِ هُناكَ فتاة ، تُمّسِكُ مِنديلًا وتذرفُ الدموع ، وكأنَ دُموعها تَتَساقطُ على خَدِها كما يتساقطُ المطرُ على الأرضِ وكلُ ذلك بسببِ حُبها ، جربتَ مثلًا أن تُمسكَ قلمكَ وتكتبَ لها ” كيف يُمكنُ “للعِشقِ أن يكونَ جديرًا باسمهِ مالم يختر المرءُ مِنهُ إلا الأشياءَ الجميلة ،
ويتركُ الأشياء الصعبه ؟
فمنَ السهلِ الاستمتاعُ بالأشياءِ الجديده ،
والنفورُ من الأشياءِ السيئه .
يمكنُ لأي أمرِىء أن يفعلَ ذلك .
لكنَ التحدى الحقيقي هو أن #يُحب المرءُ الأشياءَ الجيدةِ والسَيئة #معاً ،
لأنهُ يجبْ أن يتقبلَ الأشياءَ بحلوها ومرها ،
بلْ لأنه يجب أن يتجاوزَ هذهِ الأوصاف ، وأن يتقبلَ #الحببرمته . ”
#”قواعد العشق الأربعون ”
وتُلقيها أمامَ طريقِها .
ما رأيكَ بحبةِ الدواءِ تلكْ عفوًا أقصدُ بهذهِ العبارات ، ألا توافقني أنها سَتتوقف عن ذَرفِ الدُموع وتنظرَ بشكلٍ مُخْتلف.
توقفْ و اِرْجع إلى الوراءِ لِماذا أنتَ مُسّرع ، ألمْ ترَ ذاكَ الشابِ الذي خلفكَ إنهُ شاحبُ الوجهِ ، ألا تَرى أنّ الهُموم تُقَيدهُ كالسَجين ، ألا تَرى أنهُ شابٌ يُمسِكُ بيدهِ مَلفهُ الذي يَحملُ سيرتهُ الذاتية ” CV” لِمَاذا لا تَجْلس إلى جانبِهِ وتُخفِفَ عنهُ بِبعضٍ من الكلماتِ ” -“الحياةُ قَدْ حَطَمتْني عِدَة مرات، رأيتُ أموراً لم أكنْ أُريدُ أَنْ أرَاها، عِشتُ الحزنَ و الفشل، ولكنَ الشيء المؤكدُ دائماً، أنني أنهض!.”
نيلسون ميدنيلا
جَميلةٌ هذهِ العباراتُ تحُثكَ على الإصرارِ والمثابرةِ حتى وإنْ كُنتَ في قاعِ الوحل ، أليسَ كذلك ، أنا وأنتَ أصّبحَ لدينا إصرار كيفِ ذلك الشابِ المُحبط.
قَدْ تكونُ جَولتُنا انْتهتْ اليومَ في هذهِ المنطَقة .
وفي نهايةِ هذهِ الجَولَة أُريدُ أنّ أقولَ لكَ مَقُولةَ نيلسون مانديلا” التَعاطفُ الإنْسَاني يرّبِطُنا بِبَعضِنا – ليسَ بالشَفقةِ أو بالتَسَامح
؛ ولكنْ كبشر تَعَلموا كَيّفيةِ تَحويلِ المُعاناة المُشّترَكة إلى أملٍ للمُسّتقبل🌷💜.
كَمْ جميلٌ أنْ تكونَ كحبةِ الدواءِ، مسكنٌ للآلامِ والأوجاع
أتَمنى أنْ تكونَ كذلكَ كُل يوم .