اكتشفْ نفسكَ تجدها … من أنت؟!
هبة أحمد الحجاج
في البدايةِ لن أتعجبَ أو حتى أُصاب بالذهول أو الدهشة ، إن كُنتَ تسأل نفسك وتقول ” أنا أعلم عزّ نفسك تجدها ، ولكنني لم أسمع بهذه العبارة قط ” ، لا عليك أحياناً يتوجبُ علينا أن نقلبَ الموازينَ حتى تتضح لنا بعض الأمور الأخرى ، وإذا كنتَ مُتقبل لهذه المقولة ، فدعني أوضح لك كيف ؟!
سأقولُ لك حكمة أو مقولة أو حتى فائدة ، اعتبرها ما تريد ، لا يهم ماذا ستُطلق عليها؛ لأن الأهم من ذلك أن تفهمها وتقوم بتنفيذها ، وهي “بالتأكيد لستُ الأفضل ولكنني أصنع ما هو أجمل لنفسي و بطريقتي الخاصه” .
أنت لستَ الأفضل في العالم ، ولكن ما يُدريك لعلك تكون ذلك ، ولكن في المقابل لستَ الأسوء في العالم ولن تكون ، لأجلِ ذاتك كن أنت .
في حب النفس حياة لما حولها، فإذا قويت هذه النفس أذلت الدنيا وإذا ضعفت أذلتها الدنيا.
ما رأيك أن نختبر مقدار فهمك لنفسك ، أو بالمعنى الأصح من أنت ؟! سأطرحُ عليك بعضًا من الأسئلة وستجيب عليها ، اتفقا؟!
عندما كنت طفلًا صغيرًا تلعب وترتع ، بالتأكيد كان لديك عدة أحلام ولكن أهمها ” ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟! رسام ، خباز ، أستاذ ، طبيب ، مهندس ، أيًا كانت تلك المهنة ، هل أصبحت بالفعل كما أردت أن تكون ؟ أم أن هنالك أشخاص آخرين اختاروا مستقبلك؟ وهذا مؤسف للغاية .
أتعلم إذا كنت من جماعة المَأسوف عليهم فأنت تنطبق عليك مقولة ” لقد ولد في تلك المدينة، لكن المستقبل لا يسكن أبداً بين جدران الماضي، بقي اختيار المنفى. -أمين معلوف”.
ههههههه ، قد تستغرب وتقول في نفسك لماذا تضحك ، تذكرت مقولة” – لا يوجد حبٌ مخلص أكثر من حب الطعام. – برنارد شو”.
لا أعلم صدقاً مقدارَ صدق هذه المقولة ولكنها تُعجبني، لا أعلم ربما لأنني أُحب الطعام نوعاً ما ، وأعتقدُ أنك أنت أيضاً تحبه لأنه في الوضع الطبيعي لا أحد يكرهه ، وبما أننا نتحدثُ عن الطعام ، أيُ الأطعمة تحب أن تتذوقها ؟! أيها المفضلة لقلبك قبل بطنك هههههه؟!
هل أنت الذي تختار أطعمتك المفضلة أم أن هنالك أشخاص أيضاً فرضوا عليك أطعمتهم المفضلة وأصبحت أنت تحبها من أجلهم ” اعتدت عليها ” ؟ سكت عندما كانوا مخالفين لرأيك وأردت أن لا يستهزئوا بك فأيدت رأيهم في أطعمتهم المفضلة ، ورويداً رويداً أصبحت مفضلة لديك ، أليس كذلك ؟!
“عدم الاختيار هو أسوأ إختيار .. و السكوت حكم من أسوأ كل حكم “.
هكذا يقول مصطفى محمود .
أتسمع ؟ إنني أسمعُ طرقة باب ، لحظةً من فضلك ، يا للهول! إنني أُمسك بيدي بطاقة دعوة ” عرس” ، مرت فترةً من الزمن لم أُمسك بيدي كمثل هذه البطاقة ، أتعلم ما هو المُلفت في هذه البطاقة؟ كُتب فيها ” تمهل في اختيار الحبيب ، وإياك أن تتعجل في التخلي عنه”.
وليم شكسبير.
جميلةٌ جداً هذه المقولة وذاتُ معاني عميقة ، وكأنها تقول: شريكُ حياتك ، يجب أن تتأنى في اختيارهِ لأنه هو سيُشاركك في كل أمورِ حياتك ، صغيرةً كانت أم كبيرة ، سيشاركك بمشاعرك ، أحزانك وأفراحك ، بسنينك ، بأشهرك وأيامك، حتى الساعات و الدقائق ، نهارك وليلك ، بأفكارك وميولك، طموحاتك و أهدافك ، سلبياتك قبل إيجابياتك ، شريكُ الحياة عبارة عن شخصين في شخصٍ واحد ، اندمجوا هاذين الشخصين في شخصٍ واحد ، ومضوا في طريقٍ واحد يمسكُ كلٌ منهما الآخر ، هذا المعنى بكل اختصار .
وأنت ماذا عنك /كِ ؟ هل اخترت شريك حياتك في تمهل كما قال شكسبير أم أنك اخترته لأنهم قالوا عنها / عنه ، مناسباً / مناسبة جداً وكأنه ” فولة وانقسمت نصفين ” .
هل أقنعوكم بشتى أنواعِ الإقناع حتى قبلتم ؟ حسناً قد يكون رأيهم يحملُ الصواب ، أنت ستُجيب أو تُجِيّبي عن هذا السؤال ، أنت وحدك لا الآخرين الذين أقنعوك/ كِ أنت/تِ عاشرتهم، تعاملت معهم ، وكما يقولُ المثل ” أصبح بيننا عيش وملح ” ، و أتمنى من دواعي سروري أن لا تنطبقَ عليك/ي مقولة “أحياناً تبدأ برسمِ لوحتك بألوانٍ جميلة، وعندما تنتهي تكتشف أنّ الألوانَ لا تناسب الرسمة ، هكذا تكون مشاعرك تجاه الشخص غير المناسب”.
ذياب المطيري.
لحظةً من فضلكَ مجدداً هههه، جرسُ الهاتف يرن ، يا للهول إنهُ صديقي .
قد لا تلاحظ كميةَ السعادة التي أشعرُ بها بعد سماع صوت صديقي .
أتعلم ، تبدو الحياةُ مروّعة وبشعة بدونِ صديقك المفضل.
وأنت من هو صديقكَ المُقرب؟ ولماذا اخترت هذا الشخص تحديدًا؟ كيف التقيت بهذا الصديق وتعرفت إليه؟هل يمكنك الإعتماد عليه؟ هل يمكن اعتبار عائلتكما أصدقاء أيضًا؟ هل تتشارك أسرارك مع صديقك أم أنك تحتفظ بمعظمها لك وحدك؟ لو كان عليك وصف صداقتكما بكلمة فما هي هذه الكلمة؟
أعتقد بعد كلِ هذه الأسئلة التي طرحتها عليك ، عندما تقومُ بالإجابة عنها ستكتشف معلوماتٍ عن صداقتك، وعندما تنتهي من أجوبةِ تلك الأسئلة تذكر” تمهل عند اختيار الصديق ، و تمهل أكثر عند تغييره “.
نابليون بونابرت.
ها قد وجدت اللعبة ” من أنت ” هذه اللعبة عبارة عن “طرح أسئلة” عليك حتى تجعلك تكتشف ذاتك ، تكتشف من أنت ، ما رأيك ؟! السكوت علامةُ الرضى ، هكذا يقولون مع أنني لا أتفقُ مع هذه المقولة ، ولكن فلنبدأ ..
أولاً : كيف حالك؟
ثانيا : هل تتمسك بالآخرين أو تتخلى بسهولة؟
ثالثا: هل تستطيعُ الضحك وقتَ انهيارك؟
هل تتخلى عن حلمك بسهولةٍ إذا أتعبكَ المسير وأفقدك الكثير؟
هل سبق وقلت أنك ستتغير ولكن لم تفعل؟
هل تمتلكُ شخصًا كاتم أسرارك ؟
ماذا تقولُ لنفسك؟
هل الليل الذي بداخلك لديه قمرٌ يُضيئه؟
اسأل نفسك : ما الشيءُ الذي أنا جيدٌ فيه؟
ما الشيء الذي يجعلني مُتعب؟
ما هو أهم شيءٍ في حياتي؟
ما هو تعريفي للنجاح؟
ما الذي يجعلني سعيداً؟
ماذا أفكر حول نفسي؟
ما الذي يجعلني أشعرُ بالخوف؟
سأدعك تستمتعُ بهذهِ اللعبة وتكتشف جزءًا بسيطًا من ذاتك، ولكن قبل أن أدعك ، تقول فاتحة مرشيد “أحاول العيش بالطّريقة الأقلّ ألمًا هذا كلّ ما في الأمر ، أفضّل أن أتألّم بسبب اختيارٍ ذاتي لا بسبب ما فُرض عليّ من خارج هذه الذَّات”.